القائد القسامي"ريان"
هم أكسبوكَ من السِّبـاقِ رِهانـا
فربحتَ أنتَ وأدركوا الخسرانـا
هم أوصلوك إلى مُنَاكَ بغدرهـم
فأذقتهـم فـوق الهـوانِ هَوانـا
إني لأرجو أن تكـون بنارهـم
لما رموك بهـا، بلغـتَ جِنانـا
غدروا بشيبتك الكريمـة جَهْـرةً
أَبشـرْ فقـد أورثتَهـم خذلانـا
أهل الإساءة هم، ولكنْ مـا دروا
كم قدَّموا لشموخـك الإحسانـا
لقب الشهادةِ مَطْمَحٌ لـم تدَّخـر
وُسْعَـاً لتحملـه فكنـتَ وكانـا
ريان, كنـتَ مفوَّهـاً
بالصمت، كان الصَّمْتُ منكَ بيانا
مـا كنـتَ إلا همّـةً وعزيمـةً
وشموخَ صبرٍ أعجـز العدوانـا
فرحي بِنَيْلِ مُناك يمزج دمعتـي
ببشارتـي ويُخفِّـف الأحـزانـا
وثََّقْـتَ باللهِ اتصالـكَ حينـمـا
طلبت الشهادة في فجرك وتطلـب غفرانا
وتَلَوْتَ آيـاتِ الكتـاب مرتِّـلاً
متـأمِّـلاً تتـدبَّـر الـقـرآنـا
ووضعت جبهتك الكريمةَ ساجداً
إنَّ السجـود ليرفـع الإنسـانـا
وخرجتَ يَتْبَعُكَ الأحبَّة، مادروا
أنَّ الفراقَ مـن الأحبـةِ حانـا
جهادك اختصر المدى
وطوى بـك الآفـاقَ والأزمانـا
علمتنا معنى الإبـاءِ، فلـم نكن
مِثل الراجفين هَوانـا
معك استلذَّ الموتَ، صار وفـاؤه
مَثَـلاً، وصـار إِبـاؤه عنوانـا
إني لَتَسألُني العدالـةُ بعـد مـا
لقيتْ جحود القـوم، والنكرانـا
هل أبصرتْ أجفانُ أمريكا اللَّظَى
أم أنَّهـا لا تملـك الأَجفـانـا؟
وعيون أوروبا تُراها لـم تـزلْ
في غفلـةٍ لا تُبصـر الطغيانـا
هل أبصروا جسداً شريفا على ارضنا
لما تناثَر فـي الارجاء عِيانـا
أين الحضارة أيها الغربُ الـذي
جعل الحضارةَ جمرةً، ودخانـا
عذراً، فما هذا سـؤالُ تعطُّـفٍ
قد ضلَّ من يستعطـف البركانـا
هـذا سـؤالٌ لا يجيـد جوابَـه
من يعبـد الأَهـواءَ والشيطانـا
يا ابا البلال إن ودَّعتنـا
فلقد تركـتَ الصـدق والإيمانـا
أنا إنْ بكيتُ فإنما أبكـي علـى
مليارنـا لمَّـا غـدوا قُطْعـانـا
أبكي على هذا الشَّتـاتِ لأُمتـي
أبكي الخلافَ المُرَّ، والأضغانـا
أبكي ولي أمـلٌ كبيـرٌ أن أرى
ii في أمتي مَـنْ يكسـر iiالأوثانـا
يا فارسَ الحماسِ، وجهُكَ لم يكنْ
إلاَّ ربيعـاً بالـهـدى iمُـزدانـا
في شعر لحيتك الكريمة iiصورةٌ
ii للفجـر حيـن يبشِّـر iiالأكوانـا
فرحتْ بك الحورُ الحسانُ كأنني
بـك عندهـنَّ مغـرِّداً جَذْلانـا
قدَّمْتَ في الدنيا المهورَ وربمـا
بشموخ صبرك قد عقدتَ قِرانـا
هذا رجائي يا ابنَ عبد القادر الـذي
شيَّـدتُ فـي قلبـي لـه بنيانـا
دمُك الزَّكيُّ هو الينابيـع التـي
تستقي الجذور وتنعش الأَغصانا
روَّيـتَ بستـانَ الإبـاءِ بدفقـهِ
مـا أجمـل الأنهـارَ والبستانـا
ستظلُّ نجماً في سمـاءِ جهادنـا
يا فارسا جعـل العـدوَّ جبانـا